مقومات القيادة العصرية الحديثة

مقومات القيادة العصرية الحديثة 

 

ما هي مقومات القيادة العصرية الحديثة ؟؟

وقبل الإجابة على السؤال

دعونا نتحدث عما تتطلبه القيادة العصرية .. مع اعترافنا بوجود أنواع مختلفة من القيادات ..

وما يهمنا في هذا الجانب هو مدى حــيوية هذه القيادة وديناميكيتها بالقدر الذي يمكنها من إدارة العمل بكفاءة واقتدار خاصة وأن مجال رياضة الفروسية مجال تفاعل وتداخل وحركة.

• ومما لا شك فيه أن البعض قــد يرث القيـــادة .. بينما البعض الآخر يكتسبها اكتسابا أو ربما ينتزعها إنتزاعا… بينما تأتي لبعض الناس من حيث لا يشعرون .. والصنف الأخير هذا قد يكون أكثر ارتباكا وفشلا .. بسبب المشكلات والتبعات التي تواجههم وتستغرقهم ولا يجـــدون منها فكاكا.

كثير من القيادات يديرون عملهم بصورة تقليدية … ولا يبحثون عن سبل التطور والتقدم فتجــدهم يدورون حول أنفسهم دورانالا ينقطع ويحاولـــون إيهـــام المسئولين  بأنهــم يعملون .. بينما هـــمفي حقيقة الأمر يتخفــــون خلف الأحـــداث .. فتسمع لهم جلبة تفوق أحجامهم بل تجدلهــم تواجــدا إعلاميا مكثفا وتصريحات نارية و إستهلاكا لعنصري الزمان والمكان.. بلا هـــدف واضح وبلا تنظيم محـــدد.

والتنظيم هو أهم جوانب العمل الإداري والفني لأي لجنة رياضيه .. فلو تأملنا التنظيم العسكري مثلاً… فسنجد تسلسلا متصلايبدأ من أعلى رتبة فيه ( القائد العام ) تليه الرتب الأخرى حتى ضباط الصف والجنود.. ويعمل كل فرد في هذا التنظيم وفقمجموعة من الأوامر والتعليمات التي تأتيهمن السلطة التي تعلوه مع عدم التراخي والإهمال… وهذا النوع الصارم من الإدارة يعرف بالإدارة المتسلطة .. وهو يعتمد على الرقابة المباشرة والعقاب .. ومن عيوب هذا التنظيم عدم وجود مساحة للإبداع أو التجربة إلى جانب أن التنفيذ لا يتأتى من خلال الاقتناع.

بينما نجد أيضا أنماطا من النظم الشخصية المرتبطة بالرئيس فمثلا هناك بعض الأعضاء البارعين الذين يستطيعون ببلاغتهم وحسن المراوغة أن يستغلواضعف معرفة المسئولين بقانون اللعبه لخلق مواقف معينة ورسم صور محددة في أذهان المسئولين تعطيهم دفعة معنوية لمدد متفاوتة .. وهؤلاء يحاولون إثارة الاحداث بخلق أجواء من التوتر والإثارة والانفعال الدائم في الوسط الذي يتمددون فيه تساعدهم في ذلك أنماط من بعض المسئولين و التي تجد مبتغاها أيضا في هذه الأجواء.

بين كل هذه المجموعات نجد قيادين آخرين مثالين بعقلية حكومية في أسلوبهم الإداري ويتعاملون مع الأحداث بذات المثالية المتناهية .. وهؤلاء يفشلون في حل القضايا لأنهم يتصورن كل الأطراف تتعامل معهم بذات المثالية التي يتعاملونبها .. لذلك تجد أن تلمسهم للقضايا لا يكون بالحسم اللازم بل يكونون أكثر تساهلا مع القضايا العاجلة وتتسم معالجاتهم بالسهولة وعدم المبادرة..

لكن القائد العصري بتنظيمه الفاعل فهو ذلك الذي لا يميل إلى العمل كرئيس كبير .. ولا يحاول دائما أن يصور للآخرين أنه خبير ويعرف جميع  الإجابات وكل الحلول .. ولا ذاك الذي يحسس الآخرين بأنه قادر على فعل كل المستحيلات.. لكنه ذلك القائد الذي يعتمد على حسن تفهمه للواقع ويمارس قيادة ديناميكيه .. ويساعد بقية الأعضاء على الاشتراك معه في القيادة والتعبير عن آرائهم والاشتراك معه في القرارات .. وإذا اقتضى الأمرفإنه يطلب منهم تولى زمام الأمر في أوقات معينة.

• وهنا يصبح التنظيم المرن أكثر ديناميكيه وأكثر تناسبا مع الواقع الإداري الرياضي .. كما لابد له من أن يجعل أماكن اجتماعاته بمقر الاتحاد وأن يتجنب عقدها في مكانه الخاص حتى لايعطي إحساسا بالهيمنة والتسلط وحتى يطمئن إلى أن المواقف والقرارات إنما تنبع منمواقف حيادية لا تتأثر بظروف الزمان والمكان .. ولو اقتضى الأمر ذلك فلتكن في أماكن محايدة كالفنادق وما شاكلها.

• كما يجب عليه أن يتحاشى استخدام العبارات الذاتية مثل ( أنا ) وأن يستخدم دائما عبارة ( نحن ) كلما اقتضى السياق ذلك… وذلك لإشاعة جو من الجماعية في القيادة والقرار .. وبهذه المعاني يأتى التنظيم ملامسا للواقع بحيث يصبح التنظيم ملكا للجميع ولن يستأثر أي عضو على مزايا ذاتية ولن يفكر أي عضو في الانسلاخ من التنظيم احتجاجا .. طالما كان هو جزءا أصيلا من التنظيم.

• كذلك لابد للرئيس من أن يحـــدد شخصا بعينه يتولى التعبير عن اللجنة من خلال البيانات والتصريحات وأن يتجنب الآخرون الدخول في معترك التصريحات.. خاصة الصحفية التي لا بد أن تتضارب يوما ما من ناحية العبارة والشكل والمضمون.. بغرض تكوين رأي عام واحد و خطاب موحـــد يعبر عن التنظيم والشكل الإداري المنضبط.و لا يتأثر بالتصريحات الصحفية التي تصدر من هنا وهناك خاصة إذا كان واثقا في قدرة إدارته.

• كذلك لابد من إيجـــاد نوع من الترابط والمتابعة للقرارات من خلال آليةواضحــة قــادرة على المتابعة بشكل دقيق وقادرة على الرقابة الجمــاعية الفاعلة.. كما يجب أن يكــون مبدأ تقسيم الأدوار قائما وفق المقدرات الذاتيــة لأعضاءاللجنة ومدى الكفاءة الشخصية والتخصص .. فـــلا يسند منضب إلى شخص غـــير مؤهل له ..

• كمايجب على الرئيس أن يكون حاضر في المنافسات وبصورة شبــه دائمة حتى يشيع قدرا من التواجــد والتفاعل الحي مع متطلبات العمـــل ومتابعة المستجدات على الساحات الأخرى والتي تؤثر بصـــورة أو أخرى على اللجان .

• كما يجب أن يكون التنسيق مرنا وبصـــورة أكثر فاعلية بين الرئيس وأعضاء اللجان وبصفة خاصــة الجهاز الفني للجان المختلفة بحيث تحس بمدى متابعــة الرئيس لها وأن يحس ببواطن الخلل والقــوة وأن تتم المعالجات وفق الأطر التنظيمية المتفق عليـــها.

• كذلك يجب أن لا يبادر الرئيس إلى القيام بأيإجراءات فنية بمفرده إلا بعد الرجوع إلى الجهاز الفني أوتنفيذ توجهات الأجهزة الفنية المتخصصة ومناقشتها مع الجهاز الفني المعني .. وذلك حفاظا على الجماعية في العمــل.

• كما لابد لقائد التنظيم من إشاعة جو من الديمقراطية والشورى.. بحيث تؤخذ كل الآراء بعين الاعتبار والانتقال من رأيإلى آخر بعد تداول ومناقشة مستفيضة حتى الوصول إلى الآراء المتفق عليها بنوع من العقلانية والمنطق ويبتعد عن “الفزعة” و”الحمية” وليكن تبني الآراء بالأغلبية مع بيان عيوب ومحاسن كل رأي.. ويجب أن لا يطرح الرأي في الاجتماع مقرونا باسم مقدمه بل يطرح مجردا ويتم التداول حوله بتجـــرد وعموميــة .

• المقترحات المتفق عليها يجب عـــدم نسبتها إلى مقترحيها بعد الموافقة عليها بحيث تصبح جزءا من الجماعية ويجب أن يتبناها الجميع حتى المعارضين لها باعتبارها قد أصبحت رأيا عاما للمجموعة خاصة بعد الاقتراع والموافقة عليها.

• كما يجـــب عـــدم إفشاء ما يدور في الجلسات والمداولات والأعمال التي تتـــم داخـــل الاجتماعات وعــدم تناولها خـــارج اللجنة مهما كانت الأسباب .. كذلك بجب عــدم نشر القرارات الصـــادرة قبـــل صــدور تصريحرسمي من الاتحاد عبر الشخص المكلف بذلك

• كذلك لابد من عقــــد مؤتمرات صحفية دورية من خلال المنافسات في الاجتماع الفني للمنافسات “الختامية على الاقل ” ويتــم من خلالها توضيح الحقائق وتمليك المعلومـــة للمهتمين وليس عبر الأجهــزة الإعلامية  حتى تتسم كل أعمال اللجان بالشفافية والوضوح المطلوبين .

بقلم / منصور بن فوزان المقاطي